المشاهد ثلاثية الابعاد 3D, تصويرها و عرضها
شرح لطريقة تصوير المشاهد ثلاثية الابعاد و كيفية عرضها.
هل شاهدت مقطعاً او فيلماً تم تصويره بتقنية 3D (ثلاثي الأبعاد)؟ هل فكرت عن كيفية إمكانية مشاهدة أشكال مجسمة من شاشة مسطحة؟
لفهم كيفية تصوير و عرض أشكال مجسمة على شاشة مسطحة, يجب علينا في البداية معرفة كيفية تفسير الدماغ لما تشاهده العينين وتحويله إلى صورة مجسمة لما تراه من حولك. للقيام بذلك, يقوم الدماغ بجمع الصورتين المرسلتين من العينين والمقارنة بينهما لتحديد البعد او العمق. لاحظ انك إن نظرت إلى نقطة ما بإحدى عينيك ثم نظرت إلى نفس النقطة بالعين الأخرى فإنك سترى اختلافاً في ما تراه كل عين, يعود السبب وراء ذلك الى اختلاف زاوية النظر إلى تلك النقطة بسبب اختلاف موقع كل عين. يقوم الدماغ بمقارنة الصورتين وتحويلها إلى صورة واحدة يمكنك من خلالها تقدير بعد الأشياء عنك أي انه يضيف عمقا للصورة بتعبير اخر.
إذاً, للحصول على بعد ثالث للصورة, يجب تزويد الدماغ بصورتين مختلفتين عن طريق العينين, كما يجب مراعاة أن يكون الاختلاف بين الصورتين مفهوم من قبل الدماغ, أي أن لا يكون الاختلاف كبيرا مما يتسبب بتشويش على الدماغ فلا يستطيع تفسيرهما. لتأمين ذلك, يتم استخدام كاميرتين لالتقاط صورتين لنفس المشهد, تبعد عدستي الكاميرتين عن بعضهما نفس المسافة القياسية لبعد بؤبؤي العينين عن بعضهما. بذلك يتم تسجيل الصورتين التي يجب أن تراهما العينين كما لو كانتا تشاهدان هذا المنظر بدلا من الكاميرا.
بعد أن تم تسجيل صورتين للمشهد, يتم الآن إرسال هذه الصورتين إلى جهاز العرض الذي من وضيفته عرض هذه الصورتين لكل عين حسب الطريقة التي تم بها تصوير المشهد. أي إن المشهد ثلاثي الأبعاد مكون في الأصل من مشهدين يقوم جهاز العرض بعرض كل مشهد على عين و توجد الكثير من الطرق لعرضها, أهمها
- تسليط الصور مباشرة على العين. يكون ذلك عن طريق لبس جهاز مخصص لهذه العملية على الوجه مباشرة, يحتوي هذه الجهاز على شاشتي عرض مسلطة كل واحدة منهما على عين. بذلك يشاهد المتلقي صورتين مختلفتين يقوم الدماغ بجمعهما و تحويلهما إلى صورة ثلاثية الأبعاد.
- عرض الصورتين باستقطابين مختلفين. يتم عرض الصورتين على شاشة واحدة, كل صورة تعرض باستقطاب مختلف, أي إن احداهما باستقطاب عمودي و الثانية باستقطاب افقي. يرتدي المشاهد نظارات تحتوي على عدستين باستقطابين مختلفين, بذلك ترى كل عين صورة مختلفة حسب استقطاب العدسة أمامها. تمتاز هذه الطريقة بأن النظارات المستخدمة ليست بحاجة إلى مصدر للطاقة. عندما تقوم بخلع النظارات فإنك سترى الصورتين مدمجتين على الشاشة.
- عرض الصورتين بشكل متناوب. تقوم الشاشة بعرض صورة من المقطع الأول ثم صورة من المقطع الثاني بالتناوب و بسرعة عالية غير مرئية بالنسبة للعين البشرية. تقوم نظارات مرتبطة بالشاشة (ارتباط سلكي أو لاسلكي) بتلقي معلومات عن اللقطة المعروضة حاليا و تقوم بتعتيم احدى العدستين ليتم عرض هذه الصورة على العين المطلوبة فقط. يجب تزويد النظارات في هذه الطريقة بالطاقة, قد تكون مزودة ببطاريات أو يجب ربطها إلى مصدر للطاقة. ستشاهد أيضاً صورتين مختلفتين على الشاشة بدون النظارات.
- تغيير ألوان الصور. تتم إضافة ألوان محددة إلى الصور تكون عادة الأحمر و الأزرق بحيث تصبح الصورة مشوشة و بألوان غريبة بدون نظارات, أما عند استخدام النظارات المخصصة و التي تحتوي على مرشحات لونية (Filter) لتمرير الألوان المحددة, تقوم كل عدسة بتمرير الصورة المحددة لها فقط حسب اللون المضاف. تكون النظارات المستخدمة مكونة من عدستين بلونين مختلفين, الأزرق و الأحمر على الأغلب كما ذُكر سابقاً. لا تحتاج النظارات في هذه الطريقة إلى مصدر للطاقة لكن الصورة في هذه الطريقة ليست بالجودة و الوضوح كما في الطرق السابقة لذلك اصبح استخدامها قليلا في الآونة الأخيرة.
قد توجد طرق اخرى لعرض المشاهد لكن المبدأ يبقى واحد مهما تقدمت هذه التقنية, وهو تصوير لقطتين للمشهد الواحد (لقطة لكل عين) و عرضهما بشكل منفصل على العينين و سيقوم الدماغ بتحويلها إلى صورة ثلاثية الأبعاد.
يشعر بعض المشاهدين لهذه المقاطع إلى الانزعاج في بعض الأحيان, السبب وراء ذلك هو اختلاف البعد البؤري (Focus) بالنسبة للدماغ لكون الدماغ متعود على تعديل عدسة العين حسب بعد ما تنظر إليه بينما البعد البؤري للصور المعروضة يكون ثابت وذلك حسب بعد شاشة العرض عن العين في حين إن الصورة تخبر الدماغ بأن ما تراه موجود على أبعاد مختلفة.